بقلم:
خالد زكى سرور
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا﴾ ( الكهف: 82)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
لاحظوا معى هذه الثنائيات المباركة:
- لغلامين
- يتيمين
- لهما
- أبوهما
- يبلغا
- أشدهما
- يستخرجا
- كنزهما
نحن نتكلم عن ثنائية، أى (2)
العدد كما ترون = (8)
واللافت فى هذه المسألة قبل كل شئ أن ترتيب الآية يبدأ بالرقم 2 وينتهى بالرقم 8 أى (82)
متوافقًا مع عدد ومنطوق هذه الكلمات الثنائية!!
وهذا الرقم 82 يقبل القسمة على 2 !!
نلاحظ أيضًا أن عدد أحرف هذه الثنائيات = 46
وهذا الرقم أيضا زوجى يقبل القسمة على 2
أما الحساب الوسيط لهذه الثنائيات فهو = 412
وهو عدد زوجى أيضا ويقبل القسمة على 2
وأما عدد أحرف الآية كاملة فهو = 146
وهو عدد زوجى أيضا ويقبل القسمة على 2
وأما عدد كلماتها باحتساب الواو كلمة فهو – 40
وهذا العدد أيضا يقبل القسمة على 2 و8
واللافت أيضا أن عدد أحرف بناء هذه الآية – 26
وهو أيضا عدد زوجى ويقبل القسمة على 2
والمفاجأة الآن ..
أن ترتيب هذه الآية من أول المصحف هو = (2222)
فياله من توافق مذهل!!
ونلاحظ أن هذا العدد 2222 الثنائى المتكرر يختزن عدد الثنائيات فى هذه الآية حيث أن 2+2+2+2 = 8
تماما بعدد الثنائيات فى هذا النص المبارك
فسبحان المدبر الحكيم.
ما هو كهفك الذى يجب أن تأوى إليه؟
أحبتى الكرام:
هناك فتية كان لهم فى الدهر حديث أووا إلى الكهف يعتزلون بدينهم عقائد الشرك والضلال.
فكان لهم الكهف رحمة من سعير الشبهات، ونورا يملأ أركان الكون، يبدد ظلمات الفتن والشرك والوثنيات.
وأملا مشرقا لغد يغمر نوره الإيمان والتوحيد.
أما حبيبكم محمد – صلى الله عليه وسلم فكان يأوى إلى غار حراء فى جبل النور ليعتزل الدنيا وما فيها من ظلم وشرك واستعباد العباد للعباد.
فكانت عبادته التفكر والتأمل والتدبر فى خلق الله، وما فيه من اسرار غفل عنها قومه، فكان يتحدث لربه حتى امتلأ قلبه بنور التوحيد، فأكرمه الله بنور الوحى الذى بدد ظلمات الشرك والوثنية العمياء.
فكان له الغار نورا ورحمة وأنسا وهداية ورشدا، ومن ثم نبوة ورسالة للعالمين من جن وإنس.
وفى طريق هجرته أيضا عليه الصلاة والسلام يحتمى بالغار، فيحفظه الله من بطش المشركين وكيد الكائدين، فكان له الغار نورا أعمى أبصارهم عن رؤيته.
وأنت أيها الإنسان ..
ما هو كهفك الذى تأوى إليه حين تشعر بالخوف من المجهول؟ ما هو كهفك الذى تأوى إليه وأنت ترى قوافل الموت يطويهم الثرى تباعا؟
ما هو كهفك الذى تأوى إليه لتحتمى به من حر الشهوات وظلمة الشبهات وسوء المنقلب والمصير؟
لابد لقلبك أن يجد كهفه الآمن من تقلبات هذه الدنيا وما فيها من فتن وظلم وقهر واستعباد وعقائد فاسدة.
ابحث عن كهفك الذى يحميك من نفسك ومن شر شياطين الإنس والجن. تحرر من حالة القلق والخوف من المستقبل وابحث بكل أمانة عن ملجأك الآمن المستقر.
وحذارى من لجوئك إلى الكهوف الزائفة الكاذبة المتصدعة الآيلة للسقوط والانهيار.
ولا تخدعنك زينتها وزخارفها وجمال مداخلها ومخارجها، فلجوئك إليها لن يحميك أبدا من سقوطها. فهى ضعيفة هشة كبيت العنكبوت.
(أو كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يده شيئا، ووجد الله عنده، فوفاه حسابه، والله سريع الحساب)
فاختر لنفسك أيها الإنسان كهف قلبك الذى ستأوى إليه، والتمس فيه النور قبل أن يقال لك:
(قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورًا)
وقبل أن تسمع من يزجرك بقوله:
(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور).
أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
لقد وردت كلمة “الكهف” فى القرآن الكريم ست مرات بصيغ مختلفة:
الكهف 4 مرات، وكهفهم مرتين.
فتأملوا معى القيمة العددية لكلمة الكهف:
الكهف وبالحساب البسيط 228 = 38×6
228 = 114 تؤكدها 114
هذا هو القرآن أخوتى وأحبتى الكرام
الكهف الصلب المتين
ونور الحق المبين
والثابت الراسخ الرصين
ملجأ المؤمنين والعارفين والموحدين
ملاذ الناجين من ظلمات الشرك والشك إلى نور التوحيد واليقين
فالجأوا إليه
(ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا)
وإذا تأملنا الحساب البسيط نجدها = 120
نجمع الحسابين 228+120= 348
وهذا الرقم 348 = 12x 29
12 عدد أحرف (لا إله إلا الله)
والرقم 29 حساب حروفها!
وهذا هو ملجأ الناجين يوم القيامة الراجين رحمة الله سبحانه وجنته.
إنها كلمة التوحيد
فيها النجاة وبدونها الخذلان والخسران المبين.
والحمد لله رب العالمين.