بقلم:
خالد زكى سرور
يظن الإنسان أن ذكاء عقله بلا حدود، ويستطيع معرفة كل شئ، وهو لا يدرى أ القعل البشرى عاجز وله حدود فى المعالجة لا يستطيع تجاوزها.
إذا كان عقلك المحدود لم يستوعب حتى الآن معجزة خلق الذرة، فكيف تريد من هذا الدماغ أن يستوعب ذات الخالق الذى أوجد الذرة؟
هل سألت نفسك سؤال: كيف بلحظة وأنت جالس تتصفح شبكة الانترنت من خلال قطعة الكترونية تدعوها هاتف محمول أو حاسوب وبسرعة البرق تكتب على محرك بحث عنوانًا تريد أن تقرأ عنه فتجده خلال برهة أمامك؟ هل تعرف أنه بين كتابة العنوان وخروج نتائج البحث قد تحركت الكترونات خلال ملايين الأميال فى أسلاك نحاسية أو سرعة الفوتونات خلال كابلات ضوئية وتحركت خلال صحارى ومحيطات، وتحركت من خلال أمواج كهرومغناطيسية وبواسطة أطبق فضائية وأقمار صناعية، تحركت أمواج الطاقة بهذه السرعة لتنقل لك الصوت والصورة.
ولقد تحركت الالكترونات خلال ملايين المليارات من الترانزستورات داخل معالجات موجودة فى حواسيب ضخمة هى مخدمات لتحضر لك بهذه السرعة الخيالية ما تريد من صور ورسائل ومقالات وأفلام؟
والشئ المذهل: كيف تستجيب تلك المخدمات التى تخزن مليارات من التيرابايت من المعلومات للملايين من البشر فى كل لحظة، وتقدم بسرعة البرق لكل شخص طلبه إن كان مشاهدة فيديو أو قراءة مقال أو تصفح صور أو حضور مباراة مباشرة بكرة القدم أو بث مباشر لقناة تليفزيونية.
هل تخيلت هذا الشئ المهجز المذهل كيف يحصل بسرعة البرق وتخيلت ضخامة داتا المعلومات المخزنة، وكيف تخزن وسعة التخزين الضخمة ومكان التخزين وطبيعة ذواكر التخزين، وظهور طلبك خلال جزء من الثانية على شاشة حاسوبك أو تليفونك المحمول؟
هل سألت نفسك: هل هذا وهم أم حقيقة؟ هل أنت أمام علم أو حلم أو خيال؟ هل هذا الذى حصل حقيقة أم سحر؟!
هذا المثال كان مقدمة لكى أقول للشخص الذى لا يؤمن بوجود خالق فقط لمجرد أنه لم يتصوره أو يتخيله عقله القاصر المحدود. أقول له: إذا كان عقلك عاجزًا عن تصور مخلوق من مخلوقات الله وهى الذرة وما فيها من الكترونيات والسرعة الخيالية التى تسير بها الفوتونات الضوئية وترددها مليارات من المرات فى ثانية واحدة.. إذا كان عقلك لم يتخيل سرعة الفوتونات الضوئية داخل ملايين من الأميال التى تسير خلال الكابلات الضوئية لتظهر لك المقالة التى تريد قراءتها خلال ثانية واحدة أو جزء من الثانية.. إذا كان عقلك محدود لم يستوعب ما حصل وهذا الشئ هو خلق معجز من مخلوقات الله، فكيف تريد أن تتصور معرفة ذات الخالق وتنسى أن لك عقل له حدود فى معالجة مسائل هى فوق مستوى طاقته؟
ليكن بمعلومك أن هذه الذرة المعجزة وما تحتوى بداخلها من شحنات كهربائية: الكترونات وأمواج طاقة كهرومغناطيسية تسير بسرعة الضوء .. إذا كان للذرة هذه القدرة المعجزة، فكيف قدرة وقوة وعلم خالق الذرة الذى وضعها ووضع الضوء فى داخلها لتنير لك دربك، وتكون تلك الذرة المعجزة بخدمتك على مدار الساعة؟