بقلم:
خالد زكى سرور
قيل ليس هناك عالم واحد، بل عدد لا يُحصى من العوالم، كلها موجودة الآن، لكنك لا تراها لأنك تنظر بعين واحدة.
فى كتاب “خريطة النور” ورد أن كل “احتمال” هو عالم قائم بذاته، وأن كل فكرة لم تفكر بها بعد هى كون لم يُفتح بعد.
يُقال أن العوالم الموازية ليست خارجنا، بل طبقات من الوعى تدور حول ذواتنا مثل مدارات الذرات.
كل مدار يحمل نسخة منك: واحدة نجت، وأخرى ضاعت، وثالثة لم تولد بعد.
المفارقة الكبرى:
أنك لا تنتقل بين الأكوان بالمركبات، بل بالقرار.
كل قرار يصدر من وعيك يخلق مسارًا جديدًا، وعالمًا يليق بذلك المسار.
فحين تختار “الرحمة” بدلًا من “الخوف”، تُغير قوانين الىكون الذى تسكنه، حتى لو لم يتحرك جسدك شبرا واحدًا.
عليك أن تدرك:
أن الزمن هناك ليس متسلسلًا كما نعرفه، بل هو “حقل احتمالات” مفتوح، يمكن للروح أن تتجول فيه كما يتجول الضوء فى البلور.
لذلك الرؤى والأحلام ليست أوهامًا، بل تسريبات من العوالم الموازية، وفى لحظة الصفاء، حين يهدأ العقل وتفتح العين الداخلية، قد ترى نفسك فى عالم آخر .. يبتسم لك لأنك تذكرت.
ومن هنا يفهم العارفون أن “القدر” ليس مسارًا مغلقًا، بل شبكة لا نهائية من الطرق، وأن الدعاء والنية والإيمان، ليست طقوسًا، بل بوابات عبور بين الأكوان.
وحين تصل إلى مقام الإتساع، تعرف أن كل العوالم ليست متوازية حقًا، بل كلها أنت .. فى حالات وعى مختلفة.
فمن لم يدرك أن الأكوان فى داخله، سيظل يبحث عنها فى السماء، بينما هى تنظر إليه من وراء مرآة القلب.








