بقلم:
خالد زكى سرور
المرضى لمدة طويلة ..
الذين يموتون من جراء أحداث عنف..
والذين يموتون موتًا مفاجئًا..
ماذا يحدث؟
الاستشفاء:
هناك أماكن للاستشفاء من انتقلوا لعالم الروح جراء مرض طويل أو بشكل مفاجئ أو أحداث عنف.
هذه الأماكن ليست مستشفيات عادية.
يحكى مسيو روبرت هوبنسون وهو رجل الدين الذى انتقل إلى عالم الروح، وكان حريصًا على توصيل ما شاهده لأهل الأرض عن طريق صديقه الوسيط الروحى المذكور .. يحكى فيقول:
اصطحبنى صديقى إلى إحدى دور الاستشفاء ضمن رحلتى لاستكشاف العالم الجديد الذى انتقلت إليه، وهو مبنى كبير وسط غابة كثيفة يسوده اللون الأبيض ويتوسطه من الداخل عمود عظيم يشع منه نور أزرق.
هذا النور يغمر كل المبنى ويمثل شعاعًا روحيًا وطاقة شفاء لكل الذين أتوا إلى هذا المكان.
يحضر للمكان هؤلاء الذين انتهت حياتهم بشكل عنيف من جراء عمليات قتل أو تعذيب أو حوادث مفجعة، وأيضًا الذين مرضوا مرضًا طويلًا قبل حدوث الانتقال. هؤلاء أرسلوا بهدوء إلى هنا كى يناموا نومًا عميقًا. فى كثير من الحالات يحدث هذا عقب الانتقال مباشرة دون فاصل زمنى، لأن المرض الطويل قبل الانتقال يكون له تأثير على وهن العقل الذى بدوره يؤثر على صحة وعافية الجسم الروحى.
هذه الحالة من النوم العميق تجعل العقل فى راحة تامة دون أى أحلام مزعجة أو هلاوس. يرقدون فى سلام وعليهم رقابة دائمة، وعند أول حركة لعودة الوعى يفيقون ويأتى آخرون.
البعض يصحو جزئيًا ثم يعودون للنوم ثانية، وآخرون يفيقون بسرعة، وآخرون ينامون مدة طويلة، وفى النهاية هم ينامون حتى يستعيدوا صحتهم الروحية التى تختلف من شخص لآخر.
توجد أرواح خبيرة مساعدة موجودة فى المكان طوال الوقت مهمتها المشاهدة والانتظار، فإذا أفاق أحدهم تشرح للروح أنها توفيت وأنها ما تزال حية فى عالمها الجديد.
بعض هذه الأرواح التى تفيق لا تحب البقاء فى عالم الروح وتعتريها الرغبة فى العودة ثانية إلى الأرض، ربما لهؤلاء الذين حزنوا على فراقهم، أو الذين يحتاجون لرعايتهم وتحت مسئوليتهم. تقوم الأرواح المساعدة الحبيرة بالتحدث إليهم بكل الحب كى يفهموا أو يدركوا أنهم لن يستفيدوا شيئًا من العودة، ويقومون بمساعدتهم حتى يتجاوزوا تلك المشاعر التى تضايقهم.
وهناك نقطة مهمة، حيث يقول مسيو روبرت هوبنسون (الروح المنتقلة): إنه كلما زاد الوعى الروحى قبل الانتقال، وكلما كان الإنسان على دراية بخلود الروح وانتقالها بين العوالم والسماوات المختلفة وبحقيقة الموت كضرورة لتطور الروح، كلما عزز ذلك الشعور لديه بالهوء والطمأنينية وتقبل الأوضاع الجديدة وقلل من معاناة الروح، هذا يحدث كلما زادت الاستنارة على الأرض.
يستطرد روبنسون: رأيت قاعة أخرى مخصصة للذين انتقلوا من جراء أحداث عنف أو بطريقة مفاجئة وهم أيضًا فى حالة نوم مؤقت. هذه الحالات عادة أكثر صعوبة فى رعايتها من حالات المرض الطويل، لأن الانتقال المفاجئ يربك العقل، وبدلًا من الانتقال ببطء، فإن الجسم الروحى انطلق بقوة من الجسم الأرضى ليجد نفسه فى عالم الروح فجأة. هؤلاء يتولاهم بسرعة مجموعة من الأرواح الراقية الطيبة التى وهبت كل وقتها وطاقاتها لمثل هذا العمل.
هذه الأرواح اللطيفة تشاهدها هناك تاصارع عقليًا وأحيانًا جسمانيًا مع العديد من تلك الأرواح المنتقلة بشكل مفاجئ وهم لا يفهمون أو يدركون أنهم غادروا الأرض فعلًا وتركوا الحياة التى كانوا يعيشونها.
لاحظت أن هناك كثير من الناس فى انتظارهم فى فناء المبنى، وعندما سألت صديقى قال لى: إنهم أهالى النائمين الذين سبقوهم إلى عالم الروح، وهم فى انتظار إفاقتهم السارة كى يحتفلوا بقدومهم.
المدن:
كان من السشهل على أن أتخيل كيف يكون الريف فى هذا المكان الجميل (دار الاستشفاء) التى تقبع وسط غابة كثيفة، ولكنى طلبت من صديقى أن أرى “مدينة” فى حياة الروح، ولأن للفكر قوة كبيرة فى هذا العالم، فقد وجدنا أنفسنا هناك بمنتهى السرعة والسهولة.
رأيت مدينة لم أر مثلها أبدًا على الأرض. أعداد كبيرة من المبانى تحيط بها شوارع عريضة من الزمرد الأخضر تكتنفها حدائق وأشجار عظيمة وبحيرات بها ماء صافى مثل الكريستال يعكس كل ظلال الألوان بدرجات وأشكال لا تُرى إلا فى عالم الروح.
هذه الحدائق فى روعتها ونسقها وألوانها ليس لها مثيل ولو بسيط لشئ يمكن أن نراه على الأرض. أزهار بألوان غنية تفوح منها عطور سماوية ومروج خضراء تحوطنا من كل جانب جعلتنى مسحورًا.
هذه المدينة إذا قورنت بمدن الأرض فهى كمثل ضوء انتهاء البهى المنبعث من ظلام الليل.
الوقت والزمان:
لا يوجد فى عالم الروح وقت ما قد يسبب الجوع أو التعب، ولا تعاقب ليل ونهار او فصول من ربيع وشتاء وخريف وصيف، ولا مرور الزمن الذى قد يؤدى للشيخوخة ووهن العقل والجسم. لا توجد شمس مثل شمس الدنيا بل ضوء سماوى جميل.
وللحديث بقية
الحياة_فى _العالم_الآخر_حياة_البرزخ.