بقلم:
ســامح محـــــروس
[email protected]
على مدى أكثر من 10 سنوات نجحت قناة “الحدث”، وهى الذراع الإخبارية لقناة “العربية” السعودية فى أن تحقق الريادة الإعلامية وأن تصبح فى مقدمة القنوات الإخبارية العالمية، وأن تتحول إلى أقوى منصة إعلامية عربية يتابعها الملايين حول العالم – من عرب وغير عرب – من خلال متابعاتها الاحترافية المتميزة التى تقدمها لمختلف الأحداث العالمية والعربية بل والمحلية أيضًا.
استطاعت قناة “الحدث” أن تحقق السبق الصحفى والإعلامى دون أن تفرط فى المصداقية والدقة، وهذه هى المعادلة الصعبة التى تعجز الكثير من المنابر الإعلامية عن تحقيقها، ولكن “الحدث” نجحت فيها بجدارة وامتياز.
ولا أبالغ إن قلت إن قناة “الحدث” تمثل قصة نجاح حقيقية ونموذجًا مشرفًا يستحق الدراسة والتحليل وأرى – باعتبارى متخصصًا فى إدارة المؤسسات الصحفية والإعلامية – أن السر وراء نجاح “الحدث” يكمن فى الإدارة الاحترافية والمهنية التى تدير هذه القناة الرائدة وفق ضوابط ومعايير علمية واضحة، إضافة إلى تضافر جهود فريق العمل المتميز الذى يدير القناة سواء خلف الكاميرا أو أمام الكاميرا، وهو فريق يضم نخبة من ألمع الكوادر الفنية والخبرات الإعلامية من تحرير وإعداد ومذيعين يتميزون بالذكاء واللباقة واللياقة المهنية العالية والدقة والوضوح والسعى إلى كشف ما وراء الخبر وما بين سطوره، فضلًا عما حباهم الله من قبول شخصى – وهذه نعمة إلهية – حتى أصبح المشاهد يشعر أنهم منه وهو منهم.
أكتب هذه السطور فى الوقت الذى تخطو فيه قناة “الحدث” خطوة جديدة فى مسارها المهنى المشرف، ويعد يوم 25 نوفمبر 2023 يومًا فارقًا فى تاريخ هذه القناة الإخبارية الرائدة حيث بدأ فى هذا اليوم البث الرسمى من ستوديو القناة الجديد بالعاصمة السعودية “الرياض”، وهى خطوة تُحلق بها القناة فى مدارات كونية أعلى وأكبر وأوسع من التألق والتميز الإعلامى، حيث يعد ستوديو القناة الجديد هو الأحدث عالميًا فى استخدام التقنيات العالمية الحديثة فى العمل التليفزيونى.
لقد تابعت التقرير الذى أعدته قناة “الحدث” بمناسبة الانتقال للاستوديو الجديد حيث يكشف عن أن بناء القناة بحلتها الجديدة استغرق عامًا من التخطيط و6 أشهر من التنفيذ. فقد بدأ التخطيط فى 2022 لتصميم ستوديوهات وغرفة أخبار “الحدث”، وتم تدشين التنفيذ فى يوليو 2023، ثم كان يوم الافتتاح الرسمى فى 25 نوفمبر 2023.
ويعد انتقال قناة “الحدث” لمدينة “الرياض” نقلة نوعية كبيرة على كل المستويات، وقد توسعت القناة خلال السنوات الماضية وقدمت أهم التغطيات الإخبارية من مناطق الصراعات والمناطق الساخنة فى العالم، وأصبحت من أهم المصادر الإخبارية التى يُنقل عنها. والمؤكد أن وجود قناة “الحدث” فى الرياض سيوفر لها المزيد من الإمكانيات المادية والبشرية لتواصل نموها بوتيرة أكبر وأسرع لتقديم كل ما يشبع احتياجات مشاهديها نحو المعرفة.
لقد أسعدنى الحظ أن زرت العاصمة السعودية “الرياض” عدة مرات فى العديد من المناسبات السياسية والإعلامية والثقافية وعضوًا فى لجان التحكيم، وأشهد أن الإعلام السعودى – صحافة وتليفزيون – يقدم تجربة رائدة ومتفردة من العمل المتميز، ويحظى باهتمام حقيقى من القيادة السياسية السعودية التى تؤمن بأن بناء الإنسان هو حجر الزاوية فى الدولة السعودية الحديثة التى تنطلق نحو المستقبل بخطى واثقة ومدروسة.
وقد شعرت بالتفاؤل عندما علمت بأن “الحدث” تبث من الاستوديو الجديد بالرياض، ليقينى بأن تلك الخطوة ستوفر لها المزيد من الظروف المواتية لمزيد من التميز والإبداع. والمؤكد أن هذه البيئة الإيجابية الحاضنة ستحفز القناة على مواصلة تميزها الذى يرجع إلى تركيزها على التفاصيل والعمق وتقديم الأخبار من زوايا لا تجدها فى محطة إخبارية غيرها.
لقد تابعت الفيديو الذى عرضته القناة ويكشف ما وراء الكواليس وقصة البناء من البداية حتى الانتهاء، حيث يتبين منه صور لخلية عمل متكاملة تعمل بكل دقة واحترافية وإخلاص.
فرق عمل القناة تواصل الليل بالنهار، وتعمل على مدار 24 ساعة، حيث يستخدمون أحدث التكنولوجيا لدخول مرحلة جديدة تخاطب الملايين من مشاهديها بصورة تخدم الخبر.
ومن أبرز ما تحقق فى خطة تطوير “الحدث” .. وبحسب ما يقول الاستاذ ممدوح المهينى مدير عام قناتى “العربية” و”الحدث” وهى تدخل هذه المرحلة الجديدة:
- تجديد غرفة الأخبار بألوانها وكوادرها الصحفية والتقنية.
- ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل طال التطوير كل الأصعدة، فالإضاءة هى الأحدث لتخدم الصورة بطريقة أفضل، كما تخدم الكاميرات والجرافيكس إيصال الخبر بأيسر طريقة للمشاهدين.
- انتقال نوعى من ستوديوهات عمرها 10 سنوات إلى ستوديوهات حديثة تعمل بتكنولوجيا حديثة ويديرها نخبة من أكفأ المهندسين والتقنيين، بهدف وجود ستوديو يتميز بمرونة التصوير وإنسيابية حركة الكاميرات.
- يتم استخدام الكاميرا الروبوتية ونظام الأوتوميشن والجرافيكس بديناميكيات التنقل من مكان لآخر بسهولة وإنسيبابية.
لقد حدث كل ذلك بالتعاون مع الفريق الإبداعى الذى خلق شخصية مختلفة لكل برنامج وكل نشرة وكل مادة صحفية تُطرح عبر اختيار خلفيات مختلفة تتناسب مع كل برنامج ونشرة وهويتها الخاصة بها، بالإضافة إلى اختيار زوايا التصوير.
الشاهد فى كل ما سبق أن قناة “الحدث” تخطو بمنظومة الإعلام العربى خطوة كبيرة وغير مسبوقة وتحقق نقلة نوعية من الاعتماد على الكوادر البشرية فقط إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
خالص التهانى لكل الزملاء بقناة “الحدث” على هذه الخطوة الكبيرة فى مسارها المهنى والإعلامى الرائد، وتحية خالصة من القلب للأستاذ الكبير ممدوح المهينى مدير القناة، ولكل الكوادر من مذيعين ومقدمى البرامج والنشرات ومسئولى التحرير والنشرات والإعداد، وأتمنى أن أذكرهم كل باسمه، لولا أننى أخشى النسيان وسقوط بعض الأسماء سهوًا ودون قصد.
“الحدث” تتألق وتتلألأ فى سماء الإعلام العربى .. من “الرياض” عاصمة الإعلام العربى.