بقلم:
خالد زكى سرور
نحن خلقنا نحمل بداخلنا طبيعتين طبيعة نورانية وأخري نارية، فلفظ إنسان مكون من شقين أي (إنسي وجان) والإنسان هو من يظهر غير ما يبطن فيجني علي باطنه برفضه أو تمسكه وهو المنغمس في طبيعته النارية الظلامية المادية المنغمس في رغباته الدنيوية واحتياجاته المادية.
والمتدبر في آيات الله سيجد أن الإنسان دائماً ما يوصف بالجهل والضعف والظلم والشقاء «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً».
«ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور» «إن الشيطان للإنسان عدو مبين ويدع الإنسان بالشر دعائه بالخير وكان الإنسان عجولاً» «وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وكان الشيطان للإنسان خذولاً».
«وإذا أنعمنا علي الإنسان أعرض ونأي بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض، كلا إن الإنسان ليطغي، إن الإنسان لربه لكنود، إن الإنسان لفي خسر»، والأمثلة كثيرة وغاية الإتزان هو التعادل بين الطبيعتين دون إنغماس أو رفض لطبيعتنا الظلامية والتي تحمل صفات الشيطان من كبر وحقد وغل وغرور وغضب وخوف بأن تقبل أنها جزء منا فلا تجني عليها بل تحتويها ولا تنغمس فيها فتسيطر علي مقاليد أمورنا، أقبل ثنائيتك (إنسك وجنك) وقف في مركزيتك مراقب فلا يطغي أحدهما علي الآخر فتهلك، فتتعرف علي الله بألبابنا فاللب هو المركز ومحله القلب وهو مركز الإدراك الروحي، ومن عرفوا الله بقلوبهم فهؤلاء هم الخاصة (أولي الألباب) حقاً وهم أهل التقوي. (إن الإتزان يجعلنا بشراً والبشر هو البشاشة والفرح والسرور والبهجة وأنظر لذكر البشر في كتاب الله (وقلت حاشي لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم)، (وإذا قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)، (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً).
فلنكن حباً يمشي علي الأرض لنكون البشر حاملي البشري لأهلينا وذوينا ولمجتمعاتنا مستبشرين بما عند الله خيراً لتنسجم أرواحنا مع كل ما خلق الله وكل كائنات الطبيعة حاملين المحبة والتسامح والود والعطف والرحمة والإحسان والسلام، لتتم رسالة الله في كونه فنبعث الفرح والسرور لأنفسنا ولكل خلق الله ونملأ الأرض والفضاء نورا.
لا تختزلوا التقوي في اللباس والمظهر والتعصب وكونوا تقاه بقلوبكم هذه هي الرسالة.
اللهم إجعلنا من حاملي شعلة النور يارب.