بقلم:
حنان الغزاوى
تلاحظ في الفترة الأخيرة ظاهرة جديدة من اللامبالاة، وغياب الوعى بأهمية الحياة الزوجية السعيدة. كل مايشغل العروسين وأهلهم الشقة والأثاث والديكور وقاعة الفرح الفخيمة والمهر والشبكة بالطبع. وبعد شهور يقع الانفصال للأسف الشديد وينقلب الحب والدلع إلى محاكم وقضايا ومشاجرات وخلافه، ناهيك عن حالات الطلاق التى تخلف صغارًا لا حول لهم ولا قوة، والسبب – من وجهة نظرى – لا يقتصر على الطرفين، وأرى أن المسئولين عن المجتمع من رجال دين وثقافة وفن وتعليم وشباب وغيره متهمون بغياب الأساسيات والمبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية.
المهرجانات والأفلام المبتذلة، والبرامج الهزلية والدراما العنيفة السوقية، وغيرها من إسفاف وعرى وتدمير للقيم وكل ما هو جميل وراق على منصات السوشيال ميديا، ثم الرقابة الغائبة والبحث عن التربح هو سيد الموقف. وضاع جيل بأكمله وسط ثورة التقنيات وضعف المعلومات وضحالة الثقافة الفكرية، والمجتمع كل ما يشغله المادة.
للأسف الشباب يرفض اليوم فكرة الزواج، ويفضل المنزل والتقوقع داخله رافضاً حتى التعامل مع البشر، حتى البنات اقتنعت بمسرحية (سنجل ماذر) وأخريات يفضلن عدم الإنجاب، والأهم من هذا هو الزواج من رجل ينفق بل وينفق ببذخ ويحقق الأحلام فى الخروجات والسفر لمارينا وياحبذا لو أبعد من ذلك “المالديف” مثلا !
المؤسف أن الطرفين يهتمان بالهواميش ويتجاهلان التفاصيل وقراءة الآخر، عيوبه وإيجابياته وشخصيته وأدق الأمور التي تتعلق بمؤشر نجاح أو فشل هذا الزواج فى الخطوبة. ما يهم الطرفين رايح فين وجاى منين؟ ومتكلميش ده والفيس يتقفل واللبس يتغير وروشتة طويلة من افعل ولا تفعل وقل ولا تقل ؟
ولا يقف الطرفان على مفردات الشخصية وكيفية التعامل والتواصل مع أسرة الآخر وتكوين روابط صداقة وحب بينهم، المهم أنهما يحبان بعضهما البعض وفقط، وتتراكم الشوائب فى مرحلة الخطبة ثم الزواج، ولا نجد سوى الندم على اسمى رباط في الحياة .. الرباط المقدس الذى يطرح صغارًا هم فلذات الأكباد الذين يدفعون الثمن.
نعم هناك مبادرات لتوعية الشباب المقبل على الزواج، لكنها ليست بالقدر الكافي. علينا جميعا داخل الأسرة والنادى والمدرسة والجامعة غرس الوعى فى شتى المجالات حتى الاقتصادية وتعليم معنى الترشيد والادخار والعمل واحترام حقوق الآخرين وتنقية العقول والقلوب من الغرور والكبرياء والجهل وكل الأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعنا الشرقي الأصيل ذو القيم والأخلاق والآداب. نحتاج طوال الوقت برامج توعية وندوات وحملات ومبادرات تذكر الشباب بأهمية الحياة والعمل والزواج والأبناء والنجاح في كل شيء لأن بناء الإنسان أهم وأعظم من بناء المنزل، فقبل أن تقدم على الزواج وتحمله بأفخم المقتنيات سلح عقلك بالوعى والإرشاد.
كلامى ليس(كلام إنشا) بل طوق نجاة لمن يريد الحياة.