بقلم:
خالد زكى سرور
الحضارات لا تُدمر بالحروب فقط، بل بانحدار مقوماتها النفسية والفكرية، والحل يكمن فى حماية الأسرة وتعليم يعزز الهقل والإنسان، والحفاظ على قيم تُبنى عليها الهوية الجماعية.
إن تدمير الحضارة عبر استهداف مقوماتها الأساسية فكرة تُناقش غالبًا فى سياقات تحليلية لفهم عوامل إنهيار المجتمعات.
وفيما يلى نوضح ثلاث وسائل رئيسيسة قد تساهم فى ذلك مع التركيز على هدم الأسرة والتعليم.
* هدم الأسرة (النسيج الاجتماعى الأساسى)
الأسرة هى اللبنة الأولى لأى حضارة، فهى مصدر التربية والقيم والاستقرار العاطفى، وتدميرها يتم عبر:
– تشجيع التفكك الأسرى: من خلال نشر ثقافة الاستهلاك الفردى وتهميش دور الوالدين.
– تقويض الروابط الأخلاقية: مثل تشجيع الصراع بين الأجيال أو تغييب مفاهيم المسئولية المشتركة.
– التطرف فى الفردانية: من جعل المصلحة الشخصية فوق مصلحة الجماعة مما يضعف التضامن الاجتماعى.
والنتيجة لكل ما سبق: مجتمع غير متماسك يعانى من اضطرابات نفسية، وفقدان الهوية الجماعية.
* التعليم (تدمير العقل النقدى والقيم)
التعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو أداة لبناء العقل الجمعى والأخلاقى، ويشمل تدميره:
– تسطيح المناهج: إفراغها من التفكير النقدى والتحليل، والتركيز على الحفظ الآلى.
– تزييف التاريخ: تشويه الهوية الثقافية عبر روايات مغلوطة أو فصل الأجيال عن تراثهم.
– التعليم كأداة أيدولوجية، أى تحويله إلى وسيلة لغرس أفكار متطرفة أو تقسيمية بدلًا من التنوير.
والنتيجة لما سبق: أجيال بلا وعى بتاريخها، أو قدرة على الابتكار، سهلة التوجيه نحو التطرف أو السلبية.
* تآكل المثل العليا والقيم المشتركة
تقوم أى حضارة على قيم مشتركة مثل العدل والأمانة والتضامن. وتدميرها يتم عبر التالى:
– نشر النسبية المطلقة: أى جعل كل المفاهيم الأخلاقية قابلة للتشكيك دون وجود مرجعية جماعية.
– الفساد المُمنهج: تطبيع الفساد السياسى والاقتصادى مما يفقد الثقة فى المؤسسات.
– استبدال الهوية الثقافية بثقافة استهلاكية عابرة للحدود تُذيب الخصوصية الحضارية.
ونتيجة ما سبق: مجتمع بلا بوصلة أخلاقية يعانى من الفراغ الروحى والانقسامات.
……
ومن جانبى أرى أنه بدلًا من التفكير فى التدمير، يجب التركيز على بناء الحضارات عبر:
– تعزيز العدالة والشفافية
– حماية البيئة والموارد
– دعم التعليم والابتكار
– تعزيز التضامن الإنسانى واحترام التنوع الثقافى
وختامًا:
الحضارات تُبنى بالإرادة الجماعية، وتُدمر بالجهل والأنانية، فلنعمل معًا على حضارة تحترم الإنسان والطبيعة.