بقلم:
سامح محروس
مدير تحرير جريدة الجمهورية – مصر
أسعدنى القدر وتشرفت برؤية خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن العزيز آل سعود شخصيًا لدى حضورى الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجى التى عُقدت بقصر “الدرعية” بالعاصمة السعودية الرياض ديسمبر 2019 برئاسة الملك سلمان، وحضور الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، وقادة دول المجلس.
كانت هى المرة الأولى التى أرى فيها خادم الحرمين الشريفين وجهًا لوجه، هذا الزعيم الوطنى القومى، وقد اعتملت فى داخلى كثير من مشاعر الفخر والاعتزاز والسعادة برؤيته، وهو موقف لن أنساه طيلة حياتى، وأنا القارئ والدارس لتاريخ المملكة العربية السعودية، ومواقفها الوطنية الرائدة فى خدمة الأمتين العربية والإسلامية ونصرة قضاياها.
أكتب هذا وأنا أتابع باهتمام ما أعلنه الديوان الملكى السعودى عن إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، سائلًا الله تعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل، وأن يمتعه بالصحة والعافية والعمر المديد ليستمر عطاؤه ودوره الوطنى العظيم.
والحديث عن الملك سلمان بن عبد العزيز ومواقفه الوطنية الكريمة وحبه لمصر وحب المصريين له، هو أمر له شئون وشجون كثيرة.
………………………
وأذكر أننى دُعيت أكثر من مرة للحديث فى القناة الفضائية المصرية عن تميز وخصوصية العلاقات المصرية السعودية، منذ أن قال الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قولته التاريخية الشهيرة: “لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب”.
وقمت بتسجيل حلقتين فى ” الفضائية المصرية” استعرت فيها مقولة الملك المؤسس، وأضفت إليها مقولة: “لا غنى لمصر عن السعودية، ولا غنى للسعودية عن مصر”. ثم شرعت فى الحديث عما يجمع بين البلدين من علاقات أخوية منذ أن قال الملك عبد العزيز عبارته التاريخية قبل أكثر من 120 عامًا.
وتبين لى من خلال الرصد التاريخى لمسيرة هذه العلاقات حجم ما قام به الملك سلمان من جهد كبير لتأصيل وترسيخ وتوطيد هذه العلاقات فى جهد كبير قام به مع أشقاءه من ملوك السعودية، نذكر منهم بكل الحب والفخر الملك فيصل بن العزيز آل سعود، هذا الرجل الذى يعد من أرقى الشخصيات فى التاريخ الإنسانى، والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رمز الشموخ والكبرياء الوطنى، والملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حبيب المصريين الذى لم يتوان يومًا عن دعم مصر فى كل المناسبات والمحافل.
……………………
ويبقى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بصمته القوية المميزة ودوره المفصلى الذى جعله يتبوأ مكانة غالية وكبيرة، ويتربع على عرش قلب ونفس كل مصرى.
وقمت برصد المواقف الوطنية العظيمة للملك سلمان، وحددتها فى ثلاث مراحل تاريخية، كان للملك سلمان فيها أياديه البيضاء فى دفع ودعم وتميز العلاقات المصرية السعودية، والإرتقاء بالعمل العربى المشترك عمومًا.
المرحلة الأولى: حين جاء الملك سلمان إلى مصر فى فجر شبابه مع إثنين من أشقاءه الأمراء إبان أحداث العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 وزار بورسعيد، وانخرط ضمن قوات الدفاع الشعبى عن المدينة الباسلة، حتى أننى قلت على الهواء أننى أفكر فى كتابة مقال بعنوان: “الملك سلمان فى بورسعيد”، فاقترح على صديقى الصحفى والإعلامى السعودى جمال برهان أن يكون عنوان المقال: “الملك سلمان فى قلب مصر”، وهو ما نشرته فعلا بنفس العنوان فى حينه بجريدة “الجمهورية”.
https://www.gomhuriaonline.com/GomhuriaOnline-Articles/G/G/10255.html
المرحلة الثانية: ذلك الدور الوطنى العظيم الذى قام به الملك سلمان فى دعم المجهود الحربى لمصر أثناء مرحلة حرب أكتوبر 1973، ففى الوقت الذى أدار فيه الملك فيصل العظيم معركة البترول، وقرر منع الإمدادات النفطية عن الدول المتعاونة والمساندة لإسرائيل، كان شقيقه الملك سلمان يدير معركة أخرى لا تقل أهمية، وهى معركة التمويل، وقام بتأسيس صندوق لتقديم الدعم المادى للمجهود الحربى المصرى.
المرحلة الثالثة: تتمثل فى ذلك الجهد العظيم الذى بذله الملك سلمان – وقت أن كان أميرًا للرياض – لإعادة مصر إلى البيت العربى، بعد قرار العرب بمقاطعتها وسحب مقر الجامعة العربية من القاهرة ردًا على ما اتخذه الرئيس أنور السادات من خطوات لاستعادة الأرض، وزيارته للقدس 1977، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد 1978، ومعاهدة السلام 1979.
وقام الملك سلمان بدوره الوطنى الرائد المحب الذى هو جزء أصيل من شخصيته الوطنية الداعمة لقضايا أمتها العربية، ونجحت جهوده التى بدأت أثناء انعقاد معرض “السعودية بين الأمس واليوم” بالقاهرة 1987 فى إعادة مصر إلى بيتها العربى مرة أخرى. ولذلك لا أبالغ أن قلت إن الملك سلمان هو “مهندس” إعادة مصر إلى محيطها العربى والإقليمى.
…………………………
تلك شذرات بسيطة من تاريخ وطنى مشرف أذكره – كصحفى وباحث متخصص – لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز آل سعود.
إنها كلمات من القلب، أكتبها بمداد من الحب، والمؤكد أن الملايين من المصريين يشاركوننى نفس الشعور تجاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والمملكة العربية السعودية الحبيبة لدى كل مصرى.
أدعو الله تعالى أن ينعم على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالشفاء العاجل والصحة والعافية والعمر الطويل المديد، وأن يستمر عطاؤه نهرًا دافقًا فياضًا بالخير للعرب والإنسانية.