أكد علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى المصرى على أهمية الاستدامة باعتبارها سبيلا لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، مشيرا إلى أن البنك يعمل على تطبيق مفهوم التمويل المستدام، والعمل على دمج العناصر البيئية والاجتماعية فى أنشطة البنك التمويلية، لمواكبة التطورات المتلاحقة عالميا ومحليا المتعلقة بالتغير المناخى وتوفير الغذاء واستنفاد الموارد الطبيعية بما يتوافق مع الرؤيه المستقبلية للبنك بأن يصبح بنك التمويل المستدام الأول فى مصر، باعتباره أكبر البنوك المتخصصة فى تمويل القطاع الزراعى، والأكثر قدرة على تعزيز التوجه نحو دعم وتمويل الأنشطة الأكثر استدامة فى هذا القطاع، انطلاقا من حرص البنك على دعم وتنفيذ رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وأهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية على هامش حفل توقيع الاتفاق الإطارى الذى وقعه البنك الزراعى المصرى مع شركة البورصة القابضة لتطوير وتنمية الأسواق المالية، وشركة «ليبرا كابيتال» لتأسيس شركة معنية بتطوير وإدارة وإصدار شهادات الكربون والشهادات والمنتجات البيئية على اختلاف أنواعها وذلك بحضور الدكتور محمود محيى الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية للنسخة 27 لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية COP27، ومحمد فريد رئيس مجلس إدارة هيئة الرقابة المالية.
وقد قام بتوقيع الاتفاقية رامى الدكانى رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، والمهندس شريف مجدى الجبلى مدير شركة ليبرا كابيتال، وسامى عبدالصادق نائب رئيس مجلس إدارة البنك الزراعى المصرى، وشهد التوقيع نخبة من ممثلى كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى مجال الطاقة المتجددة.
وقال فاروق: «إن هذا الاتفاق يمثل إنجازا وطنيا وسابقة هى الأولى من نوعها لتأسيس شركة لإدارة وتطوير وتسويق سوق الكربون والمنتجات البيئية فى مصر لتداول أرصدة الكربون؛ حيث تمثل أرصدة الكربون عملة المستقبل المناخية لتحقيق التحول للاقتصاد الأخضر».
وأضاف: «إن إطلاق هذا المشروع الرائد يعزز الاستدامة البيئية فى مصر، ويسهم فى تحقيق أهداف الدولة فى التنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف الوطنية للحد من الانبعاثات الكربونية، خاصة أنه يأتى تزامنا مع استضافة مصر لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27، وهو الأمر الذى يؤكد الاهتمام الكبير من جانب القيادة السياسية بقيام مصر بدول فعال فى محيطها الاقليمى وعلى المستوى الدولى للمساعدة فى الجهود الدولية المبذولة للحد من التغير المناخى».
وأوضح فاروق أن التمويل الاخضر يعتبر إحدى أهم آليات عمل البنك الزراعى المصرى للحد من الانبعاثات الكربونية وتقليل تداعيات التغير المناخى، وذلك من خلال تمويل مشروعات الزراعة الحديثة والمستدامة، والتمويل الموجه للمشروعات التى تستهدف زيادة المساحة الزراعية فى مصر، خاصة فى المناطق التنموية الجديدة والمشاريع القومية الكبرى فى القطاع الزراعى، كما أن البنك له دور كبير فى تمويل التحول من طرق الرى التقليدية إلى طرق الرى الحديثة، وتشجيع وتمويل استخدامات الطاقة المتجددة فى المشاريع الزراعية بدلا من المحروقات، وغيرها من الوسائل والأدوات التى تحقق الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية بما يساهم فى تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن البنك سيعمل على مساعدة صغار المزراعين والعاملين فى الزراعة وأصحاب المشروعات الزراعية على تحقيق عوائد مادية مضافة من خلال نشر الوعى بأهمية اتباع الأساليب والممارسات التى تقلل من الانبعاثات الكربونية فى المشاريع الزراعية، واحتساب الأرصدة الكربونية التى تتشكل من خلال هذه المشاريع، وتيسير إصدار شهادات أرصدة الكربون، وهو ما يعزز الاستدامة البئية والاجتماعية للمجتمعات الزراعية والريفية فى مصر.
وشدد علاء فاروق على أن البنك الزراعى المصرى يتطلع إلى أن يكون له دور فعال فى تيسير تداول أرصدة الكربون الخاصة بالمشاريع والشركات والجهات الراغبة فى تطبيق مبادئ الاستدامة الزراعية والاقتصادية، وتنمية وتطوير جهود خفض الانبعاثات الكربونية، والقيام بدور رئيسى فى مهمة تطوير قطاع التمويل الزراعى المستدام فى مصر، تحقيقا لأهداف التنمية الشاملة المستدامة فى مختلف القطاعات المالية والاقتصادية فى مصر.